أبرز شبهات خوارج العصر : 5/شبهة رواية ابن حبان إلا أن تروا معصية لله بواحة
حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في الصحيحين ونصه إلى أن قال إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان قالوا : هذا الحديث له رواية أخرى عند ابن حبان عليه رحمة الله من نفس حديث عبادة بن الصامت إلا أن تروا معصية لله بواحة فقالوا إذا يجوز الخروج على الحاكم العاصي ..!
الرد : والرد على هذه الشبهة من ثلاثة وجوه :
*الوجه الأول : القاعدة تقول الجمع أولى من الترجيح لكن إذا تعذر الجمع بين نصين ظاهرهما التعارض فإنه يرجح وقد قسم العلماء درجات الأحاديث في الصحة إلى سبعة درجات :
الدرجة الأولى : ما اتفق عليه البخاري ومسلم (وهذه أعلى درجة في الصحة)
الدرجة الثانية : ما انفرد به البخاري دون مسلم.
الدرجة الثالثة : ماانفرد به مسلم دون البخاري.
الدرجة الرابعة : ماكان صحيحا على شرطيهما(البخاري ومسلم ولم يخرجاه)
الدرجة الخامسة : ماكان صحيحا على شرط البخاري دون مسلم ولم يخرجه.
الدرجة السادسة : ماكان صحيحا على شرط مسلم دون البخاري ولم يخرجه مسلم
الدرجة السابعة : ماكان صحيحا عند غيرهما وبغير شرطهما.
إذا حديث عبادة بن الصامت إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان الذي هو في الصحيحين من الدرجة الأولى وهي أعلى درجة في الصحة لأنه في البخاري ومسلم اما رواية ابن حبان إلا أن تروا معصية لله بواحة فهذه الرواية من الدرجة السابعة. إذا يرجح رواية البخاري ومسلم لأنها أعلى درجة في الصحة
*الوجه الثاني : قال العلماء : معنى الحديث إلا أن تروا معصية لله بواحة إن المعصية بمعنى الكفر بدليل الرواية الأخرى لأن الروايات في الحديث الواحد فائدتها أن تفسر بعضها بعضا إذاً رواية ابن حبان إلا أن تروا معصية لله بواحة المعصية مقصود بها الرواية الأخرى إلا أن تروا كفرا بواحا وهذا معروف عند العلماء ومتفق عليه عند العلماء أن الروايات للحديث الواحد يفسر بعضها بعضا لذلك فإن الإمام البخاري وغيره يذكرون الحديث بعدة روايات في عدة أبواب وعدة كتب ومثال ذلك حديث ابن عباس المعروف لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن في كتاب التوحيد من صحيح البخاري فاليكن أول ماتدعوهم إليه إلى أن يوحدوا الله والرواية الثانية فاليكن أول ماتدعوهم إليه إلى شهادة لا إله إلا الله فمعنى لا إله إلا الله توحيد ومعنى الدعوة إلى التوحيد الدعوة إلى لاإله إلا الله فالروايات فسرت بعضها بعضا وهكذا وهذا معروف لايحتاج إلى أمثلة كثيرة.
*الوجه الثالث : قال العلماء : رواية البخاري ومسلم إلا أن تروا كفرا بواحا جاء هذا الرد على سؤالٍ من الصحابة : أفلا ننابذهم بالسيف? قال : لا إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان - ورواية ابن حبان إلا أن تروا معصية لله بواحة جاء رداً على الطاعة في المعصية (بمعنى : أطيعوهم واسمعوا للحكام إلا في المعصية لاتفعلوها إذا أمروكم بها)
انتهت الشبهة